من مفارقات الزمن أن الذي اشتهر بقولته "افريقيا للافريقيين” الملك النوميدي ماسينيسا و الذي اتخذها كشعار له في سبيله لتوحيد ممكلة نوميديا هو أول من مكّن للأجنبي الأوروبي (روما) في هذه الديار .
و رغم قولته التي يتردد صداها الى اليوم على لسان من يريدون بها باطلا ، الا أنها لم تمنعه من محالفة روما ضد ابن جلدته الأمازيغي الافريقي الذي دافع على هذه الديار الى غاية وفاته الملك صيفاكس و الذي اختار أن يتحالف مع القرطاجيين الفينيقين أعداء روما التاريخيين الذي انتموا لافريقيا قبل ذلك الزمان بألف سنة .
يتحطّم بعدها الحلف الافريقي-الافريقي المدافع عن افريقيا "فعلا" أمام الحلف الروماني-الافريقي المدافع عن افريقيا “قولا” ـ و تتأسس بعدها مملكة واسعة الأرجاء لماسينيسا حليف روما و بمباركة روما ثم يموت و يتركها مقسمة بين أبنائه في وثيقة صادق عليها القائد الروماني شخصيا فيما يشبه سياسة الانتداب الذي عرفناه في التاريخ الحديث … يأتي البطل الملك يوغرطة حفيد ماسينيسيا بعد ذلك ليحارب العدوّ الذي أتى به جده لكن حياته تنتهي في أحد سجون روما جوعا بعد خيانة من ملك أمازيغي آخر ، خيانة كأنت قد تأصّلت بين “ملوك الطوائف الأمازيغ” تحت “الانتداب” الروماني في ذلك الوقت بالترغيب و الترهيب !
- و هل يصلح العطار ما أفسد الدهر ؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق