اسلام جيد و مسلمون متخاذلون ؟

0 تعليقات
internet and Islam


قبل سنوات فاجأني صديق لم يكن متديّنا و لا مهتمّا بالتدين بكثرة أسئلته حول الاسلام و الشريعة و العلاقة بين الاسلام و الأديان الاخرى ، كنت اجيبه بما أعرف فأجده يزداد فضولا و تزداد اسئلته . استمرّ الأمر هكذا لأيام ، كثير من الأسئلة و ساعات من الحديث و كثير من التصفح في الكتب و المواقع دون أن ينعكس ذلك النّهم المعرفي على سلوكه و تديّنه .
سألته مرّة ما سر هذا التحول الكبير في الاهتمامات و الأولويات فقال لي أن كثير من تعاليم الاسلام "صعبة" و أن الغرب يحمل صورة مشوهة جدا عن الاسلام ومثل تلك التعاليم لن تُقنعه بقبول الاسلام ههه فاكتشفت أنها حكاية "عشق الكتروني" فصارحني أنه تعرّف على فتاة أمريكية عبر الأنترنيت و أعجب بها و أعجبت هي به ، و بعد أن اخبرها بأنه مسلم اكتشف أنّها تحمل صورة سئية عن الاسلام فكان يبذل كل تلك المجهودات فقط ليُظهر لها أن فكرتها خاطئة و أن الاسلام ليس كما تعرفه هي و قد نجح -حسبه- نسبيا في تغيير كثير من قناعاتها قبل أن يصارحني مرة اخرى بأنه لم يعد يريدها بل تعرّف على فتاة اخرى -عبر النت كذلك - و لكنه يجد نفسه في كل مرة يرجع الى الأمريكية الأولى ليحدثها عن الاسلام و حقيقته و صار كل أحاديثه معها حول هذا الموضوع بينما الثانية التي اصبح يُريدها -حسب قوله- فيحدثها في مواضيع متعددة لانه وجد انها تتقبله كما هو .

قلت له ... ربي يعاونك صديقي ولكن لماذا تبذل كل تلك المجهودات لتثبت للآخرين أن اسلامك جيّد و لا تبذل عُشر هذا المجهود لتثبت لنفسك أنك جيد في الاسلام ؟ طبعا احرجه السؤال و "دوّرلي" الموضوع الى كرة القدم هههه

ــــــــــ
في الحقيقة دفاعه عن الاسلام لم يكن بدافع الغيرة عن دينه بقدر ما كان دفاعا عن نفسه لأنه "مسلم" ، و لان قبول الاسلام من الآخر يجعله مقبولا عند هذا "الآخر" .

هذا الأمر الآن اصبح واقعا نعيشه في كل المجالات عند كل من يمتلك ذرة انتماء للاسلام فتجده لا يستطيع أن يتنّصل من دينه أو أن يتبرأ منه و في نفس الوقت يريد يؤنس نفسه بقبول "الآخر المرغوب" لدينه و بدلا من اظهار الاسلام و تقديمه على حقيقته تجد كل واحد يقدم الاسلام "للآخر" بالطريقة التي تجعل هذا "الآخر" يقبله حتى و لو قدّمه بطريقة مشوهة "متخاذلة" تماما كصديقي الذي حدثتكم عنه و الذي بقي لأسابيع يبحث عن آيات أو أحاديث تنفي حقيقة ان الاسلام يبيح التعدد في الزواج لأن الصديقة الامريكية التي فاتحته في هذا الموضوع يستحيل أن تتقبل دينه الذي يبيح هذا الشيئ .

و هكذا ...
الرجل الذي لا يستطيع التبرؤ من تدينه يُظهر أن اسلامه (كوول) و المرأة التي لا تستطيع ان تتحجب تُظهر أن "الصح في القلب" بالنسبة للاسلام و السياسي الذي يريد رضا الغرب يُظهر أن الجهاد ليس من الاسلام و الشاب المتدين الذي يُريد الاندماج في بيئة "ممتعة" يُظهر أن الاسلام متسامح مع الميوعة و صديقي الذي يريد الأمريكية يظهر أن التعدد ليس من الاسلام .... الخ

و لكن ماذا لو يعمل الجميع على اظهار كم هم جيدون في اسلامهم اكثر من عملهم على اظهار كم الاسلام جيد (بمقياس "الآخر") ؟

محترفو البغاء الفكري

0 تعليقات


فئة خطيرة وسط أمّتنا تتكاثر يوما بعد هي فئة "محترفي البغاء الفكري" . هؤلاء الذي يهزؤون بانجازات المقاومة في في غزة و فلسطين و يسخرون من صواريخها و من الاسلحة التي يقاومون بها مقارنة بما تملكه دولة الصهاينة من سلاح و ذخيرة و تكنولوجيا ...

تلك الفئة اعتبرها اخطر من العملاء و الخونة أنفسهم لأنها تمتلك بعض فرص الانتشار وسط بيئة يمكن أن ينتشر فيها الجهل و"البغاء الفكري" بسهولة ، يذكرونني بهؤلاء الذين كانت تحكي لي جدّتي قصصهم أيام الوجود الفرنسي في الجزائر بعد الحرب العالمية الثانية و سنوات الثورة التحريرية ، هؤلاء المتخاذلين المتفلسفين المثبطين لبني جلدتهم من المجاهدين ، فلم يكونوا يضيعون فرصة الا و يذكرون فيها كل من يلتقونه من المجاهدين بأنه يستحيل عليهم هزيمة فرنسا بأسلوب تهكمي ساخر مستهزيء على شاكلة :


انتم تغلبوا فرانسا ؟ ياو فرانسا غلبت لالمان و انتم طامعين تخرّجوها بزويجة ؟ ( زويجة سلاح صيد قديم يطلق رصاصتين دفعة واحدة ) ، ياو فرانسا قاعدة هنا ..


و لكن في الأخير خرجت فرنسا "بزويجة" و انتصرت المقاومة الجزائرية التي لم تكن تمتلك ما تمتله المقاومة الفلسطينية اليوم و بالتأكيد فرنسا كانت تمتلك ما تستطيع به تسوية ارض الجزائر و افراغها من سكانها ثم بنائها من جديد و هو نفس ما يمتلكه الكيان الصهايوني الآن من امكانيات و لكن هيهات لفرنسا ان فعلت ذلك و هيهات لاسرائيل أن تفعل ذلك الآن ، فالحروب لا تقاس بحجم الدمار بل تقاس بحجم تحقيق الأهداف و هذا ما وعاه ديغول فخرج من الجزائر مرغما وانتقل الى اسلوب آخر ، و مادامت الصواريخ "العبثية" هي ما يحقق توازن الرعب بين المعسكرين فأهداف المقاومة في فلسطين تتحقق أكثر يوما بعد يوم و أهداف الكيان الصهيوني تذبل يوما بعد يوم مهما قتلت و دمّرت
ــــــــ

اللهم ارحمنا من "البغايا" و خلصنا من فكرهم الهدّام ذكورهم و اناثهم

حلم يقظة

0 تعليقات
جزيرة




تنبيه : عزيزي القارئ... أي تشابه في الأوصاف أو تطابق في الاسقاطات لا يعنيني و هو من وحي خيالك !

رأيت فيما يرى الحالم في يقظته ... أن رجلا ثقيلا سمينا أصبح فجأة بطلا قوميا في جزيرة الواقواق التي أعيش فيها فماذا فعل ليصير بطلا ؟

جزيرة الواقواق التي تسيطر عليها عصابتان ، كلا العصابتين تسعيان للاستقواء بالعصابات الكبرى صاحبة النفوذ اللامحدود خارج الجزيرة .
العصابتان هما عصابة دراكولا و مصاصي الدماء و عصابة علي بابا و الألف حرامي أما سكان الجزيرة فلا يهم رأيهم ولا يهم مصيرهم و لا يهم ارضاؤهم ، و الاستقواء بهم غير مجدٍ ، المهم عند العصابتين ان ينتفع أصدقاء دراكولا و أصدقاء علي بابا ...

و حدث مرة أن تصادمت مصالح العصابتين و دخلا في صراح محموم عنوانه من يُنهي وجود الآخر و من ينال رضا العصابات الكبرى الخارجية صاحبة النفوذ

وقد كان ذلك الرجل "الثقيل" ذا "وزن" و نفوذ و سلطة و قوة داخل جزيرة الواقواق و كان قد تخرج من المدرسة نفسها التي تخرج منها دراكولا فقد كانت بينهما عشرة سابقة ... و لكن و مع هذا كان يميل أكثر لجانب علي بابا الذي طالما أكرمه و رفع من شأنه و لطالما زاده ثقلا الى ثقله ، فكان طبيعيا أن يصطفّ ذلك الرجل الثقيل مع من أكرمه ، في صراعه ضد عصابة دراكولا الرفيق السابق ...
و هنا يظهر دهاء علي بابا الذي نجح في استمالة ذلك الرجل الثقيل و القوي ، و بالفعل نجحت عصابته بفضل ذلك الرجل في التغلب على عصابة دراكولا و اخضاعها و حبس رؤسائها ممن لم ينجحوا في الهروب خارج الجزيرة و استقرت الأمور لعلي بابا و عصابته بعد أن سانده ذلك الرجل و بعد أن رضيت عليه العصابات الخارجية الكبرى ... فابتهج السكان باضعاف دراكولا و عصابته التي عانوا منها و من ظلمها لعقود من الزمن و لكن في نفس الوقت كانت الحسرة تقتلهم من الداخل و لسان حالهم يقول "هل تخلصنا من نفوذ و سطوة دراكولا لنُبتلى بسطوة علي بابا و رفاقه الحراميين" ؟ و لكن لا بأس فتسلط عصابة واحدة عى هؤلاء السكان خير من تسلط عصابتين

ــــــــــــ
الى هنا كان حلمي عاديا ... لا اثارة فيه ، كل الأحداث فيه ممكن حدوثها حتى في الجزائر و لكن في لحظة اثارة أطلقت العنان لخيالي "اليقظ" ، فلا بد لبطل "الحلم" أن يكون أن يأخذ دوره و أن "بطلا حقيقيا" ، فاستمر الحلم ...
ــــــــــــ


أحس ذلك الرجل الثقيل القوي بالخيبة في نفوس السكان و أحس بفرحتهم المنقوصة و توجسهم من المستقبل خاصة أن علي بابا و رفاقه ليسو ممن يمكن أن ينالو ثقة هؤلاء السكان ففكر في حلّ ؟
و قد كان يعلم في قرارة نفسه أنه لولا وقوفه الى جانب تلك العصابة لما تمكن علي بابا من اضعاف عصابة دراكولا و يعلم أن قوتّه هي التي استغلها علي بابا في القضاء على منافسيه ، فلم يكن لعلي بابا من قوة يستند اليها الا قوة ذلك الرجل .
استغرق الرجل في التفكير ... و نفسه تحدثه بأنه هو صاحب القوة و أنه هو صاحب الفضل في فرحة السكان و أنه لا ينبغي أن يتركهم في حالة التوجس تلك ، لكن بقيت دائما في نفسه شكوك ... ( هل سيثق بي هؤلاء السكان لو أنهيت نفوذ علي بابا الذي يظلمهم هو كذلك ؟ )

لم يتردد كثيرا ... استشار ثم استخار بعد أن "طلع ايمانو" ثم عزم و توكل على الله و قرر ألا يكون النفوذ في هذه الجزيرة الا لسكانها وعليه أن يحميهم بقوته من أي نفوذ لعصابات أو فرق أو منظمات ...
توجه الرجل الثقيل الى علي بابا ليعلمه بقراره و عندما دخل عليه ..... ... ...


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

نوض نوووووووض راك في الدزاير ماكش في جزيرة الواقواق

----------------------

تاريخ و عبر … من مفارقات الزمن

0 تعليقات

ماسينيسا



من مفارقات الزمن أن الذي اشتهر بقولته "افريقيا للافريقيين” الملك النوميدي ماسينيسا و الذي اتخذها كشعار له في سبيله لتوحيد ممكلة نوميديا هو أول من مكّن للأجنبي الأوروبي (روما) في هذه الديار .

و رغم قولته التي يتردد صداها الى اليوم على لسان من يريدون بها باطلا ، الا أنها لم تمنعه من محالفة روما ضد ابن جلدته الأمازيغي الافريقي الذي دافع على هذه الديار الى غاية وفاته الملك صيفاكس و الذي اختار أن يتحالف مع القرطاجيين الفينيقين أعداء روما التاريخيين الذي انتموا لافريقيا قبل ذلك الزمان بألف سنة . 

يتحطّم بعدها الحلف الافريقي-الافريقي المدافع عن افريقيا "فعلا" أمام الحلف الروماني-الافريقي المدافع عن افريقيا “قولا” ـ و تتأسس بعدها مملكة واسعة الأرجاء لماسينيسا حليف روما و بمباركة روما ثم يموت و يتركها مقسمة بين أبنائه في وثيقة صادق عليها القائد الروماني شخصيا فيما يشبه سياسة الانتداب الذي عرفناه في التاريخ الحديث … يأتي البطل الملك يوغرطة حفيد ماسينيسيا بعد ذلك ليحارب العدوّ الذي أتى به جده لكن حياته تنتهي في أحد سجون روما جوعا بعد خيانة من ملك أمازيغي آخر ، خيانة كأنت قد تأصّلت بين “ملوك الطوائف الأمازيغ” تحت “الانتداب” الروماني في ذلك الوقت بالترغيب و الترهيب ! 

- و هل يصلح العطار ما أفسد الدهر ؟؟

النهار و الهواري !

0 تعليقات
ennahartv



1 - الـ "زووم" على السواد
2- الحق الذي أريد به باطل
3- زلزال الثقة
4 - تحويل الأنظار
5 - ماذا بعد ؟ 

ـــــــــــــــــــ

1 - بياض كثير يشوبه بعض السواد ، لا يهم ... ركز على النقاط السوداء ، قرّب أكثر ... هل الصورة كلها سوداء الآن ؟ جيد .... 3>2>1 ابدا بثها للمشاهدين ... هذا بالضبط ماقامت به القناة النهار المخابراتية ...

2 - سواء كانت الاحداث المصورة حقيقية أو مجرد تمثيليات الا أنها حقائق تحدث و يعرفها الكثيرون و يدعم صحتها ما يتواتر من أخبار مخيفة من هذه الاقامة و من تلك و لست ضد مبدأ فضح مثل هذه الممارسات لو كانت تقدم في اطارها "الخاص جدا" الذي لا تخرج منه و الذي لا يحتمل التعميمات ... و هنا استحضر مقدمة لفيلم أمريكي أبطاله مجرمون من منطقة ذُكرت بإسمها في الفيلم .. فاستبق المخرج أحداث فيلمه بعبارة يتبرأ فيها من أي تعميم قد يحدث في أذهان المشاهدين و يقول فيما معناه ( استعمالنا لمجرمين من هذه المنطقة في أحداث الفيلم لا يعني أننا نريد أن نعكس صورة معينة عن أهل تلك المنطقة الذين هم طيبون في غالبهم )
و لكن أن يبث كلّ هذا العفن في قناة النهار على أنه الصورة الكاملة ثم تُسمم عقول المشاهدين بـجملة ( لاتزال بعض الطالبات يحافظن على شرف عائلاتهن ) و كأن "البعض" هو الشريف و مادون ذلك فهم من صنف من عرضتهن علينا القناة فجعلت من الشائع استثناء و من الشاذ شائعا أو بعبارة أخرى ... بناتكم قع ( ----- ) ما عدا البعض


3 - كثير من الأسر بالطبع تتحمل مسؤولية فساد بناتها و لكن بعد الذي تم بثه البارحة سيلحق بالتأكيد كثيرا من الأذى و الظلم للأغلبية من المحترمات الجامعيات و سيحدث زلزالا و ازمة ثقة عميقة داخل الأسر ، و لكن نتمنى فقط أن نشاهد حرصا ايجابيا ممن كان غافلا عن ابنته و الحرص ليس بالضرورة تشكيك

4 - ملخص ما أرادته النهار هو صرف الأنظار عن منابع الفساد الحقيقية و عن المفسدين الحقيقين و توجيهها صوب بعض نتائج هذا الفساد في رسالة موجهة الى الشعب مفادها ( ... لا تنشغلوا بفساد الدولة ... فالفساد متجذر فيكم و أنتم أهله فانشغلوا بأنفسكم و ... ببناتكم ) ... و يا ريت النهار تثبت العكس و تعمل "اختراقات" "محترفة" مشابهة للقطاعات التي يسيطر النافذون الحقيقيون ...

5 - بعد الضجة و بعد هذا "النّش" الكبير .... هل سيستقيل وزير التعليم العالي ؟ بالتأكيد لا ... هل سيعزل المدراء الذين يثبت حدوث حالات مشابهة في اقاماتهم ؟ أشك في ذلك ... هل سيستبعد "الهواري" و أشباهه من محيط الاقامات الجامعية ؟ هل ستطرد "فاتي" و شبيهاتها من الاقامات ؟ ... و هل سيتحرك الأئمة للقيام بما هو واجب عليهم تجاه هذه الظواهر و هل و هل و هل .... و الزمن كفيل بالاجابة عن هذه الأسئلة و غيرها

خذوه جملة أو اتركوه جملة !

0 تعليقات
أحمد بوساق




مما تعلمته من الشيخ العالم الجزائري أحمد بوساق أن الأمة هذه لن تنهض بغير العلم لأن الغرب كذلك لم ينهض بغير ذلك ..

و عندما وجد الغرب أن هذا العلم تقيده قوانين الدين المسيحي "البالي" "المحرف" قرر التحرر من هذه القيود و انتقل الى حياة مادية صرفة اجتهد فيها كثير للوصول الى ماهو عليه الآن و لكن هذه الحياة لا أخلاق فيها و لا روحانية و ربانية فيها

و لكن الأمر لا ينطبق تماما علينا كمسلمين - فإن كان دينهم الذي تحرروا منه في ذلك الوقت "باليا" و "محرفا" و يعيقهم حقيقة و يمنعهم من التطور فالعكس تماما ينطبق على المسلمين فدينهم لا يبلى و لا يُحرف و قد تعهد الله بحفظه الى يوم يبعثون ، فطريق النهوض في الأخير بالنسبة للمسلمين هو أحد طريقين

إما التجرد و التخلص التام من الدين في هذه الحياة تماما كما فعل الغرب لنصل في الأخير الى حياة راقية و نهضة مادية دون أخلاق و لا قيم و لا سعي لرضوان الله

أو الالتزام التام بالدين وفق منهج وسطي و فهم سليم لا يلغي العقل البشري ، بل يحصنه ، لتصل في الأخير الى نهضة و رقي مادي و أخلاقي يعيد للاسلام صورته الناصعة

فإما أخذه جملة أو تركه جملة

كرامتنا فوق الكرة

0 تعليقات
كرامة شعب



كرامتنا_فوق_الكرة !!!

منذ أول يوم سمعت فيه بالمظاهرات العارمة التي تجتاح البرازيل أصبت باحباط كبير و شعور بأننا في  الجزائر لا نملك شعبا حيّا !!

البرازيل من أقوى اقتصادات العالم يخرج شعبها غاضبا و محتجا ... على ماذا ؟ على ارتفاع تكلفة الانفاق على نهائيات كأس العالم 2014 مقابل ارتفاع اسعار الخدمات العمومة كالنقل .

اذهب و اكتب كلمة البرازيل في محرك google بأي لغة و راقب النتائج - أغلب المواضبع و الصور و الفيديوهات تحيلك مباشرة الى كرة القدم و كأن هذا البلد وكل مافيه عبارة عن ملعب كرة كبير بلاعبيه و جماهيره و مدربيه و حكامه و مدرجاته و أضوائه

في وقت سابق كنت أحسب أن سكان هذا البلد مستعدون للتضحية بكل شيئ مقابل كرة القدم فما الذي حصل ؟ البرازيليون يفاجئوننا باحتجاجات عارمة يقولون فيها كفى ! "كرامتنا فوق الكرة" يختارون التوقيت الملائم بمناسبة كأس القارات في البرازيل حتى ينتبه الجميع و حتى يغطي احتجاجاتهم الجميع ويقولون .. لا نريد كأس عالم في بلادنا اذا كانت نفقاتها و تبعاتها تعود على المواطن البرازيلي بالضرر - أموال البرازيل اولى بها مواطنوه و كرامة المواطن فوق الجميع ...


بعد هذا الشعور بالاعجاب بكل ماهو برازيلي تتذكر فجأة المكان الذي تكتب منه فيصيبك #الاحباط و تتساءل هل مات الشعب الجزائري ؟ أين أنت يا شعب من الملايير التي تنهب بلا رقابة ؟ أين انت من الأموال الفلكية التي تنفق على مهرجانات العري و الشطيح ؟ أين أنت مما تنفقه وزارة السخافة ؟ أين أنت من الملايير التي تنفق على كرعين المعيز في الأندية الجزائرية ؟ ....

عندما تذكرت الافريقيات عاريات الصدور يجُبن شوارع الجزائر العاصمة وسط العوام و العائلات و اللواتي اتتنا بهن خليدة تومي وزيرة السخافة و انفقت على مهرجانهم 800 مليار و دافعت على هذا المبلغ جهارا نهار في الجرائد و التلفزيونات و كأن ما فعلته هو حق مشروع ولم يتجرأ أحد عن افحامها ادركت ان الشعب في غيبوبة فكيف لبلد مثل البرازيل يقدس شعبها كرة القدم أن يكفر بهذه الكرة عندما تُمّس كرامته بسببها، و شعبنا يسمع بكل ما يجري و لا تتحرك منه شعرة ؟ هل دُجن الى درجة الدياثة ؟ أم أنه راض ؟

عقلي يخبرني أن الذي يرضى على كل ما يراه و لا يحتج ولا يطالب بوقفه ببساطة لا يحق له ان يطالب بـ  الشغل والسكن و الراتب و التقاعد المريح ...